الفصل الثاني عشر

وحدانية الله الجامعة

في اختبار المسيحيين الحقيقيين

المسيحيون صنفان,, صنف ورث المسيحيّة عن آبائه لكنه لم يختبر حلول المسيح الحي في قلبه,, هذا الصنف هو أغلبية المسيحيين العائشين على الأرض,, ويطلق عليهم اسم المسيحيين الاسميين بمعنى أنهم مسيحيون اسماً لا حقيقة,, وهؤلاء المسيحيون يسكرون، ويعربدون، ويفعلون كل شر، وهم بتصرفاتهم يسيئون إلى المسيح والمسيحيّة، وينطبق عليهم ما قاله بولس الرسول لليهود في رسالته إلى أهل رومية لِأَنَّ اسْمَ اللّهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الْأُمَمِ * رومية 2: 24 , وقد أعثروا الكثيرين من المسلمين، إذ ظن هؤلاء أن المسيحية تتجسد في تصرفات هؤلاء المسيحيين الاسميين,

أما الصنف الثاني وهو الأقلية، فهم المسيحيون الحقيقيون وهؤلاء صاروا مسيحيين بالاختبار لا بالوراثة، إن الواحد منهم قبل المسيح مخلصاً لنفسه, وعرف أن في دم صليبه كل الكفاية لغفران خطاياه، وتنطبق عليهم كلمات يوحنا الرسول:

وَأَمَّا كُلُّ الذِينَ قَبِلُوهُ * أي قبلوا المسيح مخلصاً شخصياً لهم * فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ اللّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللّهِ * يوحنا 1: 12 و13 ,

رسل المسيح كانوا من هذا الصنف، دخل المسيح قلوبهم، وغيّر حياتهم، وشهدوا بكلمات صريحة بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه الابن الأزلي الذي تجسد في صورة إنسان، ومات على الصليب، ودُفن وقام بعد ثلاثة أيام، وأعلنوا بكلمات لا غموض فيها إيمانهم بوحدانية الله الجامعة لثالوثه العظيم,

نسجل أولاً شهادة الحواري بطرس الرسول، فعندما سأل المسيح تلاميذه:

وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ اللّهِ الْحَيّ * متى 16: 15 و16 ,

والشهادة بأن المسيح يسوع هو ابن الله، شهادة بأبوة الآب له، ولأن أبوة الله أزلية، فبنوة المسيح أزلية، والذي أعلن حقيقة بنوة المسيح لبطرس هو الروح القدس إذ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلَّا بِا لرُّوحِ الْقُدُسِ * 1 كورنثوس 12: 3 ,

ثم تأتي شهادة توما الرسول,, قال التلاميذ الآخرون لتوما بعد أن ظهر يسوع المسيح لهم بعد قيامته:

قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ * يوحنا 20: 25 ,

فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لَا أُومِنْ * يوحنا 20: 25 ,

وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلَامِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: سَلَامٌ لَكُمْ . ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلَا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً . أَجَابَ تُومَا: رَبِّي وَإِلهِي قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا * يوحنا 20: 26-29 ,

إذا ذكرنا أن توما كان يهودياً، وأنه عرف جيداً وصية التوراة القائلة:

اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِل هُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ * تثينة 6: 4 ,

استطعنا أن نرى أن شهادته بأن المسيح هو ربه وإلهه تعلن عن إيمانه بوحدانية الله الجامعة,, ذلك أن توما عرف من نصوص العهد القديم أن الفادي لا بد أن يكون الله:

فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ * إشعياء 47: 4 ,

الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لَا يُعَاقَبُ * مزمور 34: 22 ,

لهذا هتف توما وهو يرى يسوع المسيح الذي قام من الأموات، بعد أن رأى أثر المسامير في يديه وتحسس أثر الحربة في جنبه قائلاً له:

رَبِّي وَإِل هِي * يوحنا 20: 28 ,

ولم يردعه المسيح,, لم يقل له: أنا لست الرب الإله, بل قال له لأنك رأيتني يا توما آمنت, طوبى للذين آمنوا ولم يروا وبهذه الكلمات صدّق المسيح على شهادة توما لشخصه الكريم,

ونأتي الآن إلى شهادة جماعة رسل المسيح، عندما أوقفوهم أمام مجمع اليهود:

فَسَأَلَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لَا تُعَلِّمُوا بِه ذَا الا سْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلَأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هذا الْإِنْسَانِ . فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللّهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذا رَفَّعَهُ اللّهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الْأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً، الَّذِي أَعْطَاهُ اللّهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ * أعمال 5: 27-31 ,

وكلمات الرسل في هذا النص الثمين تؤكد إيمانهم بوحدانية الله الجامعة,, فالنص يذكر الله الآب، والمسيح المصلوب، وشهادة الروح القدس الذي حلّ على التلاميذ بعد صعود المسيح إلى السماء,, كما تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة صلب المسيح وقيامته بعد صلبه ودفنه,

هذا يأتي بنا إلى شهادة بولس الرسول الرجل الذي كان يهودياً متعصباً، وفي عمى تعصبه اضطهد المسيحيين بعنف, وكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت، ويجر رجالاً ونساء ويسلمهم إلى السجن,, الرجل الذي كان راضياً بقتل استفانوس أول شهداء المسيحيّة ,, الرجل الذي شهد عن نفسه قائلاً:

أَنَا الذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً * 1 تيموثاوس 1: 13 ,

هذا الرجل الذي أعماه التعصب التقى به المسيح وهو في طريقه إلى دمشق ليقبض على المسيحيين هناك ويسوقهم موثقين إلى أورشليم,, التقى به المسيح بعد قيامته وصعوده إلى السماء وناداه من السماء قائلاً:

شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ * وشاول كان اسم بولس قبل التقائه بالمسيح الحي ,, فَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ الذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ . فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُم وَا دْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ * أعمال 9: 4-6 ,

أرسله الرب إلى تلميذ في دمشق اسمه حنانيا وهناك اعتمد بولس بالماء، وامتلأ بالروح القدس,

وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِا لْمَسِيحِ إِنْ هذا هُوَ ابنُ اللّهِ . فَبُهِتَ جَمِيعُ الذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا: أَلَيْسَ هذا هُوَ الذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ الذِينَ يَدْعُونَ بِه ذَا الا سْمِ * أعمال 9: 20 و21 ,

ويقول بولس الرسول فَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللّهَ فِيَّ * غلاطية 1: 24 ,

والآن تعال معي لنقرأ شهادة بولس الرسول عن وحدانية الله الجامعة:

بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُّوُ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لِإِنْجِيلِ اللّهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابنِهِ. الذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابنَ اللّهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِا لْقِيَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا * رومية 1: 1-4 ,

بولس مُضطَهِد المسيحيين الأولين، يعلن أنه عبد ليسوع المسيح، ويؤكد أن يسوع المسيح هو ابن الله الموعود به في الكتب المقدسة، وأنه صار من نسل داود من جهة الجسد كما تنبأ الأنبياء، وأنه قام من الاموات بقوة الروح القدس، وأنه ربنا,

وفي هذه الآيات الثمينة نرى الآب والابن والروح القدس بصورة لا يمكن إنكارها,

أخيراً نصل إلى شهادة يوحنا الرسول، الذي سجل بالوحي الإلهي المعجزات التي صنعها المسيح في بشارته، فقد اختتم كلماته بعد تسجيله لسبع معجزات قائلاً:

وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلَامِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ اللّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِا سْمِهِ * يوحنا 20: 30 و31 ,

الهدف من تسجيل معجزات يسوع المسيح هو قيادة الناس إلى الإيمان بأن يسوع هو المسيح ابن الله لأن هذا الإيمان هو وسيلة نوال الحياة الأبدية,

ويعود يوحنا الرسول فيقول في رسالته الأولى:

إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللّهِ أَعْظَمُ، لِأَنَّ هذهِ هِيَ شَهَادَةُ اللّهِ التِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابنِهِ. مَنْ يُؤْمِنُ بِا بْنِ اللّهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لَا يُصَدِّقُ اللّهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لِأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِا لشَّهَادَةِ التِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللّهُ عَنِ ابنِهِ. وَه ذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللّهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَه ذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابنِهِ. مَنْ لَهُ الا بْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابنُ اللّهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ * 1 يوحنا 5: 9-12 ,

هكذا شهد الرسل الأولون وآمنوا بوحدانية الله الجامعة، وصدَّق الله تبارك اسمه على شهادتهم، بآيات وعجائب وقوات متنوعة * عبرانيين 2: 4 ,

ويجب ألا يغيب عن أذهاننا قط، أن كثيرين من الرسل والمؤمنين ماتوا شهداء,, قتلهم أعداء المسيح من الرومانيين الوثنيين أو اليهود المتعصبين,

فاستفانوس رجمه اليهود حتى مات، ويسجل سفر أعمال الرسل استشهاده بالكلمات فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي . ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لَا تُقِمْ لَهُمْ هذهِ الْخَطِيَّةَ . وَإِذْ قَالَ هذا رَقَدَ * أعمال 7: 59 و60 ,

وبطرس الرسول مات مصلوباً على صليب، وصلبوه ورأسه إلى أسفل ورجلاه إلى أعلى لأنه رأى أنه ليس مستحقاً أن يُصلب كما صُلب المسيح فاديه,

وبولس الرسول قتله الأمبراطور نيرون إذ فصل رأسه عن جسده بالسيف,

ويوحنا الرسول نفاه الأمبراطور دومتيان إلى جزيرة بطمس حيث رأى هناك المسيح، وسجل سفر الرؤيا آخر سفر نبوي في الكتاب المقدس,,,

ولا يعقل أن يضحي المسيحيون الأولون بحياتهم، ويقبلوا أن تُحرق أجسادهم، وأن يقدموا طعاماً للأسود الجائعة في الكلوسيم في روما,, وأن يعيشوا في سراديب روما المظلمة إلا إذا كان إيمانهم بلاهوت المسيح إيماناً يقينياً,, فالتفسير الوحيد لاحتمالهم كل هذا الاضطهاد وهذا العذاب وهذا الحرمان من الحرية هو أنهم آمنوا بالله الجامع في وحدانيته,, آمنوا بأن الآب أرسل ابنه يسوع المسيح,, آمنوا بأن ابن الله يسوع المسيح هو بذاته الذي مات فوق الصليب على رابية الجلجثة، واختبروا سكنى الروح القدس في قلوبهم,

هذا هو التفسير الوحيد لتضحيتهم بحياتهم، ولمواجهتهم الاستشهاد مرنمين، حتى أقلقوا الأمبراطور نيرون فكان يصرخ قائلاً: إن أشد ما يزعجني في هؤلاء المسيحيين أنهم يلاقون الأسود الجائعة التي تنهش أجسادهم وهم يرنمون ,

لقد تيقن رسل المسيح بأنه هو الذي صُلب ودُفن وقام، وصعد إلى السماء، وارسل لهم الروح القدس,, واختبر الذين آمنوا بشهادة الرسل سكنى الروح القدس في قلوبهم,

المسيحيون الحقيقيون في كل العصور آمنوا بلاهوت المسيح,, آمنوا بأنه ابن الله الذي تجسد في الزمان,, وكان هذا إيمانهم في زمن محمد، وسجل القرآن في نصوصه بأنهم نادوا علناً بأن المسيح هو ابن الله,, هو الله ظاهراً في الجسد,

اسم يسوع المسيح أجرى المعجزات:

نتقدم الآن إلى سفر أعمال الرسل، وهو أحد أسفار العهد الجديد، وفيه نقرأ عن العجائب والمعجزات التي أجراها رسل المسيح، والمؤمنون بالمسيح، باسم يسوع المسيح، كما نقرأ عن استجابة الله لصلاة هؤلاء المؤمنين,

إن قارئ سفر أعمال الرسل، وهو سفر موحى به من الله يتيقن من قراءته أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي، ولا يمكن أن يقبل عقل إنسان أن يكون هذا السفر من ابتداع الخيال البشري، فالخيال البشري قاصر عن كتابة مثل هذا السفر وبابتكار مثل هذه المعجزات البينات,

ونسجل فيما يلي بعض المعجزات التي سجلها سفر أعمال الرسل وصنعها الرسل والمؤمنون بالمسيح يسوع باسم يسوع المسيح,

وهذه أولى المعجزات:

وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلَاةِ التَّاسِعَةِ. وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الذِي يُقَالُ لَهُ ا لْجَمِيلُ لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ. فَه ذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلَا الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ: ا نْظُرْ إِلَيْنَا! فَلَاحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. فَقَالَ بُطْرُسُ: لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلَا ذَهَبٌ، وَل كِنِ الذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِا سْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَا مْشِ . وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلَاهُ وَكَعْبَاهُ، فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللّهَ * أعمال 3: 1-8 ,

معجزة ثانية صنعها بطرس الرسول باسم يسوع المسيح:

وَحَدَثَ أَنَّ بُطْرُسَ وَهُوَ يَجْتَازُ بِا لْجَمِيعِ نَزَلَ أَيْضاً إِلَى الْقِدِّيسِينَ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ، فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَاناً اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعاً عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَكَانَ مَفْلُوجاً. فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَا فْرُشْ لِنَفْسِكَ . فَقَامَ لِلْوَقْتِ. وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ الذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ * أعمال 9: 32-35 ,

ثم نقرأ كذلك عن حدث عجيب، يؤكد أن الروح القدس هو الله:

وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَا مْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكاً وَا خْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَا مْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذ لِكَ، وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. فَقَالَ بُطْرُسُ: يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلَأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذا الْأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللّهِ . فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذا الْكَلَامَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الذِينَ سَمِعُوا بِذ لِكَ. فَنَهَضَ الْأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجاً وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ، وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. فَسَأَلَهَا بُطْرُسُ: قُولِي لِي، أَبِه ذَا الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ بِه ذَا الْمِقْدَارِ . فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: مَا بَالُكُمَا ا

تَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجاً . فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ * أعمال 5: 1-10 ,

ونقرأ عن معجزة رابعة هي معجزة إقامة تلميذة اسمها طابيثا كانت في يافا,, أقامها بطرس بالصلاة بعد موتها,, وتنتهي القصة بالكلمات:

فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: يَا طَابِيثَا، قُومِي! فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ * أعمال 9: 40 ,

وإذ نقلب صفحات سفر أعمال الرسل نجد بولس الرسول يجري المعجزات باسم يسوع المسيح,,, فيضرب عليم الساحر بالعمى لأن هذا الساحر كان يريد أن يفسد الوالي سرجيوس بولس عن الإيمان بالمسيح يسوع مخلصاً ورباً,

وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً، فَا مْتَلَأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ * إلى عليم الساحر وَقَالَ: أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُّوَ كُلِّ بِرٍّ! أَلَا تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللّهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَا لْآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لَا تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ . فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِساً مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. فَا لْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشاً مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ * أعمال 13: 9-12 ,

وحدث عجيب آخر أجراه بولس الرسول باسم يسوع المسيح نجده في سفر أعمال الرسل في الكلمات:

وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلَاةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَباً كَثِيراً بِعِرَافَتِهَا. هذهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: ه ؤُلَاءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللّهِ الْعَلِيِّ الذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلَاصِ . وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذا أَيَّاماً كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: أَنَا آمُرُكَ بِا سْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا . فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ * أعمال 16: 16-18 ,

ونقرأ في سفر أعمال الرسل أيضاً كيف استجاب الله صلاة المؤمنين في أورشليم بعدما تعرضوا للتهديد والاضطهاد,, وجاءت صلاتهم بالكلمات:

وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَا مْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلَامِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِا سْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ . وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَا مْتَلَأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامِ اللّهِ بِمُجَاهَرَةٍ * أعمال 4: 29-31 ,

وأخيراً نأتي إلى شهادة بولس الرسول عن نفسه، وكيف تقابل مع يسوع المسيح الذي قام من الأموات وصعد إلى السماء، وسمع صوته من العلاء,

ذكر بولس الرسول اختبار لقائه العجيب بالرب يسوع المسيح أمام الملك أغريباس فقال:

فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لِا سْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. وَفَعَلْتُ ذ لِكَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ، فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ الْقِدِّيسِينَ، آخِذاً السُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. وَلَمَّا كَانُوا يُقْتَلُونَ أَلْقَيْتُ قُرْعَةً بِذ لِكَ. وَفِي كُلِّ الْمَجَامِعِ كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً، وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى التَّجْدِيفِ. وَإِذْ أَفْرَطَ حَنَقِي عَلَيْهِمْ كُنْتُ أَطْرُدُهُمْ إِلَى الْمُدُنِ التِي فِي الْخَارِجِ. وَلَمَّا كُنْتُ ذَاهِباً فِي ذ لِكَ إِلَى دِمَشْقَ، بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ، رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ، أَيُّهَا الْمَلِكُ، نُوراً مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي. فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الْأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتاً يُكَلِّمُنِي بِا للُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِس

َ فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ الذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وَل كِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لِأَنِّي لِه ذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لِأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ، مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الْأُمَمِ الذِينَ أَنَا الْآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللّهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِا لْإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِينَ * أعمال 26: 9-18 ,

بعد هذا اللقاء مع المسيح الموجود في السماء صار بولس رسولاً، كما دعا نفسه عبداً ليسوع المسيح إذ آمن من كل قلبه بحقيقة لاهوته,, وتألم كثيراً لأجل المسيح,, ونادى بوحدانية الله الجامعة في ثالوثه العظيم,

إن الإيمان بوحدانية الله الجامعة يترك أثره العظيم على حياة المؤمن بالمسيح,

فالمؤمن الذي قبل المسيح مخلصاً ورباً، يؤمن بأن الله الآب أحبه فبذل ابنه يسوع المسيح لفدائه، وأن المسيح أحبه فمات طوعاً لأجله كما قال بولس الرسول مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لَا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الْآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الْإِيمَانِ، إِيمَانِ ابنِ اللّهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي * غلاطية 2: 20 ,, وأن الروح القدس ولده ثانية ويسكن فيه، ويسكب محبة الله في قلبه, لِأَنَّ مَحَبَّةَ اللّهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِا لرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا * رومية 5: 5 ,

كتب ثيوفيلس الانطاكي كلمة رائعة عن الله الواحد، الجامع في وحدانيته ننقلها فيما يلي:

إن شكل الله فوق تصورنا ولا يمكن وصفه، لأن العيون الجسدية لا تستطيع رؤياه, إنه يسكن في مجد لا يُدرك، وفي جلال لا يُسبر غوره، وفي قوة لا نظير لها,

إذا قلت إنه نور، فإنني أتحدث عن شيء عمله, إذا قلت إنه الكلمة فأنا أتحدث عن تعبيره عن ذاته, إذا قلت إنه عقل، فأنا أحدده بحدود عقلي, إذا قلت إنه روح فأنا أتحدث عن حياته، إذا قلت إنه الحكمة فأنا أتحدث عن صفة ملتصقة به، إذا قلت إنه القوة فأنا أصف فقط قدرته، وإذا قلت إنه المدبر فأنا أحدد نفسي بحدود إحسانه، إذا تحدثت عن ملكوته فأنا أشير إلى مجده، إذا دعوته الرب، فلأنه القاضي,, وإذا دعوته القاضي فلأنه العادل البار، وإذا قلت إنه نار، فأنا أصف غضبه,, أما إذا دعوته الآب فقد وصفته بكل ما يليق به بعد أن قبلت الرب يسوع مخلصاً لنفسي وسكن الروح القدس في قلبي ,

كتب بولس الرسول إلى تيموثاوس هذه الكلمات:

أُوصِيكَ أَمَامَ اللّهِ الذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالمَسِيحِ يَسُوعَ الذِي شَهِدَ لَدَى بِيلَاطُسَ الْبُنْطِيِّ بِا لِا عْتِرَافِ الْحَسَنِ: أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلَا دَنَسٍ وَلَا لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الْأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لَا يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالقُدْرَةُ الْأَبَدِيَّةُ. آمِينَ * 1تيموثاوس 6: 13-16 ,

ويعطي يوحنا الرسول وصفاً ليسوع المسيح في مجيئه الثاني في هذه الكلمات:

ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِا لْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ كَلِمَةَ اللّهِ ,,, وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الْأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللّهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الْأَرْبَابِ * رؤيا يوحنا 19: 11-16 ,

ومن مقارنة الآيات التي كتبها بولس الرسول لتيموثاوس، والآيات التي كتبها يوحنا في سفر الرؤيا نرى أنه كما أن الآب هو ملك الملوك ورب الأرباب كذلك ابنه يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب والذي أعلن هذا الحق العظيم هو الروح القدس,

وقبول هذا الحق المعلن في كتاب الله الكريم هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية,

اختبار مهندس مصري

بعد أن قدمنا شهادة المسيحيين الأوّلين، لا بد لنا أن نقدم شهادة المسيحيين المعاصرين,

وهذه شهادة مهندس مصري يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية رأينا عدم ذكر اسمه لاعتبارات لا تُخفى على القارئ الكريم,

 

الوالد المحبوب الدكتور لبيب ميخائيل

تحية مسيحيّة:

في هذه الرسالة أحب أن أحدثك عن اختباري في التعرف على المسيح، والمسيحيّة,, أنا نشأت في بيئة متعصبة دينياً,, وُلدت مسلماً، وتربيت على الديانة الإسلامية, كانت أمي تسمي المسيحيين عظمة زرقاء وأنا لا أعرف معنى أو أصل هذه التسمية، لكني تربيت على ألا أثق في المسيحيين ولا أكن لهم الاحترام,

مع كل هذه العوامل كنت أملك نوعاً من الفضول للتعرف على المسيحيّة التي كنا نسميها ديانة الكفر والكفار,

عندما جئت إلى الولايات المتحدة، والواقع قبل مجيئي إلى الولايات المتحدة، قررت عدم اقتناعي بالدين الإسلامي, رأيت في الإسلام أشياء لم يهضمها عقلي,, الله يسمح للرجل المسلم بالزواج من أربع نساء,, هذا يجعل المرأة ملهاة للرجل وهدفاً لمجرد إشباع شهوته الجنسية,, هذا ينفي وجود الحب الصحيح بين الزوج وزوجته,, ورأيت أن النبي محمد وقد سمح بأن يتزوج المسلم أربع نساء، تزوج هو تسع نساء غير محظياته وبهذا وضع نفسه فوق القانون الذي قال إنه قانون الله للمسلمين,, كذلك رأيت أن القرآن يتحدث عن الأرض باعتبارها مسطحة فيقول أفلا ينظرون إلى الأرض كيف سطحت بينما قرر العلم بما لا يدع مجالاً للشك أن الأرض كروية,

أشياء أخرى كثيرة في القرآن أبعدتني عن الإسلام,

ومع عدم اقتناعي بالدين الإسلامي، فإن كرهي للمسحيين كان متأصلاً في أعماق قلبي,

ذات يوم وصلني كتابك المكتوب بالإنجليزية بعنوان Muslim - Christian Debate in Canada.. هذا الحوار الذي دار بينك وبين الدكتور جمال بدوي إمام المسلمين في نوفاسكوتيا بكندا,, وكان كتابك يحوي ما قدمته أنت عن المسيح في هذا الحوار الذي كان موضوعه كما فهمت من كتابك هل المسيح هو الله؟ ,

قرأت كتابك باهتمام، ووجدت به أشياء جريئة تؤكد أن المسيح هو الله,, ومع أنني لم أكن متمسكاً بالدين الإسلامي، لكنني كنت متعصباً ضد المسيحيّة، وخاصة ضد المسيحيين العرب,, اتصلت بك تليفونياً وأنا في غاية الغضب، وبعد مناقشة حادة على التليفون، عدت لقراءة كتابك عدة مرات,

في البداءة شعرت بالخوف من إله محمد , ,وقبل النوم كنت أردد لا إله إلا الله محمد رسول الله ,, لكنني مع استمراري في قراءة كتابك المرة تلو الأخرى انتهى خوفي بالتدريج من يوم الحساب الذي هددنا به محمد,, وآمنت أن الرب عطوف حنون محب,, أظهر وبيَّن محبته لنا بكيفية واضحة بموت المسيح على الصليب,, وليس إلهاً قاسياً يهدد الناس بنيران السعير وبئس المصير,, وتفتح قلبي للإيمان بالمسيح مخلصي، وامتلأت بسلام عجيب إذ آمنت بالله الحقيقي الآب والابن والروح القدس,

أعترف أن قرآن محمد سبّب لي آلاماً متعددة، وملأ ذهني بالحيرة والارتباك، ولم يقدّم لي أي يقين عن مصيري بعد الموت,

أما المسيح فقد أعطاني بنعمته رجاء الحياة الأبدية,, ليست الجنّات التي تجري من تحتها الأنهار وفيها نساء حور العيون، وأنهار من خمر مصفى,,, بل السماء عينها حيث أرى الله بجسدي الجديد الذي سيعطيه المسيح لي في مجيئه الثاني,

في الختام، أنا لست إنساناً كاملاً، لكنني بنعمة الله الآب، وبقوة ابنه يسوع المسيح، وبالروح القدس الساكن فيَّ سأعيش حياة مليئة بالفرح والسلام منتظراً عودة الرب يسوع فادي الأنام,

26 يوليو * تموز 1991

ابنك

,,, ,,,

فيما قلناه في هذا الكتاب الكفاية لمن يهمه مصيره الأبدي بعد الموت,,, فالإيمان القلبي بالمسيح الفادي هو وسيلة نوال الخلاص من عقاب الخطية، ونوال الحياة الأبدية,

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالِابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ،

وَالذِي لَا يُؤْمِنُ بِالِابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً

بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللّهِ

* يوحنا 3: 36 ,

 

 

الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة

عاودوا الزيارة بعد فترة وسوف تجدون مواضيع هامة جداَ